أكد الدكتور وائل صفوت، استشارى الصحة العام وأخصائى أمراض الباطنية والجهاز الهضمى والكبد، أن هناك العديد من العوامل التى ترفع الكوليسترول، بعضها يمكن التحكم بها، وأخرى لا يمكن أن نتحكم بها، فأما النوع الأوّل فيشمل بعض الأمراض، مثل الداء السكرى، ونقص نشاط الغدة الدرقية، والنظام الغذائى غير الصحى وزيادة الوزن، ومن الواضح أن السيطرة على هذه العوامل تحسن الأمر. أما النوع الثانى والذى لا يمكن تغييره فيشمل حالات وراثية تسمى (اضطرابات الشحوم) وهى تحصل لدى بعض الأشخاص ذوى الاستعداد الوراثى، وهى تؤدى إلى ارتفاع شديد فى مستوى الكوليسترول.
ولا بد من أن نذكر هنا أن العمر والجنس لهما دور فى مستوى الكوليسترول، فبعد عمر 20 عامًا تبدأ مستويات الكوليسترول بالارتفاع عمومًا، ومستوى الكوليسترول لدى الرجال أعلى منه فى النساء، ولكن بعد عمر الخمسين يتزايد مستوى الكوليسترول لدى النساء أيضا.
ويشير إلى إن ارتفاع الكوليسترول بحد ذاته هو مشكلة صامتة، أى أنه لا توجد أعراض خاصة بها.
ونتيجة لهذه الحقيقة فإن كثيرًا من الناس قد يجدون أنفسهم مصابين بارتفاع شديد فى الكوليسترول دون مقدمات مسبقة، وكثيرًا ما يتم اكتشاف هذا بعد اختبار دموى عابر، والمشكلة أن الأعراض فى هذه الحالات تظهر بعد أن تظهر مضاعفات ارتفاع الكوليسترول، مثل العصيدة الشريانية (تصلب الشرايين)، والسكتة الدماغية والاحتشاء القلبى، ولا يخفى أن لكل من هذه الأمراض أعراضه الخاصة والصارخة، ونذكر هنا أن بعض أشكال ارتفاع الكوليسترول الموروثة، مثل (ارتفاع كوليسترول الدم العائلى) يمكن أن تسبب علامات يلاحظها الطبيب مثل (الأورام الصفراء) التى هى عبارة عن تراكم للكوليسترول تحت الجلد.
وهناك طريقتان رئيسيتان لخفض الكوليسترول، أولاهما تغيير العادات الغذائية والحياتية، والثانية هى تناول الأدوية، وغالبًا ما يبدأ الطبيب بالطريقة الأولى، التى تشمل تناول الغذاء الصحى منخفض الشحوم المشبعة، وتخفيض الوزن والتمارين ومراعاة هرم الإرشاد الغذائى.
وفى حال عدم التمكن من الحصول على النتائج المطلوبة من خلال هذه الإجراءات، فإن الطبيب قد يلجأ إلى وصف الأدوية، وهذه الأدوية ليست بديلًا عن تغيير العادات الغذائية والحياتية، بل هى إضافة لها، والهدف منها هو خفض مستوى الكوليسترول (العدوّ) ورفع مستوى الكوليسترول (الصديق)، إضافة إلى خفض الغليسيريدات الثلاثية.
إن المريض الذى لديه عوامل خطر متعددة لحصول داء الشرايين الإكليلية، سيستفيد من الأدوية بشكل أكبر من المريض الذى ليست لديه هذه العوامل، وهذه العوامل تشمل ارتفاع ضغط الدم، والتدخين، والمستوى المنخفض من الكوليسترول الصديق (عالى الكثافة) والداء السكرى والقصة العائلية لأمراض القلب.
ويقول إنه إذا كان المصاب بارتفاع الكوليسترول يوصى من قبل طبيبه بتغيير نظام حياته من خلال زيادة التمارين وتناول الغذاء الصحي، فإن هذه التوصية تشمل فى الحقيقة جميع الناس، فتناول الطعام الصحى ذى الشحوم المنخفضة وذى المكونات الغذائية المتوازنة، إضافة إلى ممارسة التمارين بشكل منتظم هى أمور بالغة الأهمية بالنسبة لصحة أى إنسان.
ومن خلال اتباعك لهذا النظام الصحى، فإن طبيبك سيذكر لك أن الشحوم ليست متساوية من حيث رفعها للكوليسترول، فهناك العديد من الشحوم، وكل منها له أثر مختلف على مستويات الكوليسترول. ويضاف إلى ذلك أن التمارين الرياضية تؤدى إلى رفع الكوليسترول الصديق، وخفض مستويات الكوليسترول العدو والغليسريدات الثلاثية، مما سيفيد صحة الجسم بشكل واضح، وإن خفض الوزن سيقوم أيضًا بخفض ارتفاع التوتر الشريانى، ويساعد فى الوقاية من احتشاءات العضلة القلبية والسكتات الدماغية.
إن معظم الخبراء ينصحون بممارسة التمارين لمدة 30 ـ 45 دقيقة فى اليوم لستة أيام فى الأسبوع، وكذلك فإن التوقف عن التدخين سيساعدك فى جهودك الرامية لتحسين الحالة الصحية وخفض الكوليسترول.
الكاتب: فاطمة إمام
المصدر: موقع اليوم السابع